تعود الحياة تدريجياً إلى معظم ألعابنا الرياضية لكن كالعادة بقيت كرة اليد غائبة بشكل كلي عن مسرح النشاطات، ويبدو أن أعضاء اتحاد اللعبة تأثروا بالإجراءات الوقائية لفيروس كورونا والتزموا بيوتهم، ولم يحركوا أي ساكن لتنشيط اللعبة واللاعبين حتى عبر الشبكة العنكبوتية، فلم يُكلف أحد من اللجان العاملة في الاتحاد نفسه إقامة ولو حوار ودي عن واقع اللعبة المرير ومحاولة تطويره، ولاسيما أن فترة التوقف الإجبارية كانت فرصة جيدة للتفاعل مع كوادر اللعبة من كافة المحافظات، وكم كنا نمني النفس لو أن الاتحاد الحالي أو أحد أعضائه عمد لتقديم ولو محاضرة واحدة عبر الإنترنت قدم من خلالها أفكاراً لإحياء اللعبة.
فالأسلوب الذي تسير عليه يدنا منذ سنوات خاطئ، حيث باتت بحاجة لتكاتف الجميع لتطوير كافة مفاصل اللعبة من (حكام ومدربين.. إلخ) فالطريقة التي أقيم عليها الدوري (ولم ينته بعد) بطريقة التجمعات نال الكثير من الانتقادات له من الكوادر العاملة التي طالبت بأن يقام الدوري بشكل كامل بطريقة (ذهاب وإياب) فهو الأنسب لتطوير اللعبة والارتقاء بالمستوى الفني للاعبين.
الواقع المأساوي للعبة يجعلنا نتحسر على ماضيها فقد كانت فيما مضى في مستوى متقدم بين نظيراتها عربياً على الأقل، واليوم تفتقد لأبسط الأمور لتطويرها، ومنها على سبيل المثال غياب استراتيجية العمل المستقبلي فالعشوائية والفردية هي المسيطرة، مع غياب العقلية الاحترافية وإهمال الاعتناء بالفئات العمرية، ونسيان تأسيس مراكز متخصصة لها.
وإذا أراد أبناء اللعبة النهوض بها فهم بحاجة لتعاون الجميع بدءاً من الأندية وانتهاءً بأصغر فني موجود، إضافة إلى أن اللجان المنبثقة عن اتحاد اليد هي لجان على الورق، ولا تعمل على أرض الواقع وهي أحد أسباب تراجع اللعبة، فلو كانت تعمل بشكل صحيح وأخذت دورها لحدث التطور المنشود، مع العلم أنه كانت هناك الكثير من المشاريع والأفكار التي طرحت فيما مضى من بعض الخبرات من شأنها أن ترتقي بكرة اليد خاصة بالنسبة للفئات العمرية المختلفة، إلا أنها لم ُتطبق، وبقيت حبيسة الأدراج لعدم وجود أشخاص قادرين على توظيفها وتنفيذها على أرض الواقع.
وفي زحمة السلبيات لابد من الإشارة إلى وجود بعض النقاط التي تدعو للتفاؤل، ومنها عودة النشاط للعبة في المنطقة الشمالية والشرقية بعد غياب استمر لنحو عشر سنوات، إضافة لعودة أندية عريقة لممارسة اللعبة مثل السلمية (بعد غياب لتسع سنوات) واليقظة (بعد غياب لأربع سنوت).
الجميع يدرك أن يدنا تحتاج إلى الكثير من المقومات للنهوض مجدداً وحتى يستطيع القائمون عليها رفع مستواها وتطويرها لابد من توافر المال والاعتماد على اللاعبين الواعدين والمواهب المتميزة في الفئات العمرية الصغيرة لأنهم سيكونون عماد المنتخبات الوطنية مستقبلاً.