من خلال تواجد موقع اللاعبين السوريين المحترفين في الدوحة لتغطية منافسات كأس آسيا التي تستضيفها قطر حالياً، نلحظ عقب مباراة منتخبنا الوطني الأول الافتتاحية أمام أوزبكستان، ارتفاع سقف الطموح لدى جماهيرنا الكروية سواء المؤازة للمنتخب هنا في قطر أو عبر السوشيال ميديا.
لاشك أن المنتخب ظهر بشكل جيد أمام الأوزبك، تنظيم دفاعي غاب عنا منذ سنوات، تماسك طيلة المجريات، روح أشعلت ملعب المباراة، فاعليه واضحة لمعظم عناصر المنتخب، أحمد مدينة وعظمة أدائه، ثائر كرما وخبرته، عمار رمضان ورعة موهبته، رسيمة أولى لبعض المحترفين قدم البعض منهم نفسه بشكل جيد، أيهم أوسو وصلابته الدفاعية، ابراهيم هيسار مشاكس من نوع آخر، تعادل ايجابي انتزعه كوبر وعناصره.
لكن لابد في ذات الوقت من التحلي بشيء من الواقعية، بل بكل الواقعية، فالابتعاد عنها ضغط سلبي خاطئ على المنتخب، وفي غير وقته بكل تأكيد، المجموعة صعبة ولا أقول أن رجالنا لن يكونوا على الموعد، بل هم للمهمات الصعبة خير الرجال، هي مشاركتنا السابعة في البطولة التي عجزنا فيها وفي ست منافسات سابقة عن التأهل الى الدور الثاني حتى في النسخة الأخيرة التي تأهل فيها أفضل أربع ثوالث، دخلينا البطولة وطموحنا كان عبور الدور الأول ربما كأفضل ثالث، قد يرتفع الطموح بعد مواجهة الأوزبك ليكون التأهل مثلاً كثان المجموعة، لا أن نحلم منذ الآن بأدوار متقدمه، ففي ذلك تكرار لأخطاء عانينا منها في أكثر من مناسبة لتتجدد خيبة الخروج من الدور الأول، ناهيك عن أهمية رفع أي ضغط سلبي على المنتخب وعناصره عبر تحميلهم أعباء اضافية.
وفي عودة الى بعض الملاحظات التي رافقت المباراة والتي نتمنى تداركها، لم يظهر بابلو بالشكل الأمثل ربما لغياب عامل الانسجام، المبالغة بالافراط في الحالية الدفاعية في الشوط الثاني من المباراة، أفهم انها استراتيجة المدرب وطريقة عمله، لكن الشوط الأول شهد بعض التوازن بين الحالتين، وربما لو استمر النهج ذاته لخرجنا فائزين، حبذا لو يعطى خالد كردغلي الفرصة في المباريات القادمة قد يكون حلاً مميزاً على الهجة اليسرى.
بالنهاية هي نتيجة ايجابية تحققت، ونتمنى استثمارها بشقها الايجابي، النفسي قبل كل شي، وليكن تفكيرنا الآن منصباً نحو تجاوز الدور الأول، فبتحقيق ذلك نكون قد حققنا ما عجزنا عن الوصول اليه منذ عقود.
الدوحة - ليث بيرقدار