بأوراق العفش: تطور مستمر بالأولمبي ونقاط بحاجة للعمل
موقع اللاعبين السوريين المحترفين في July 23 2017 23:04:13


أنهى نسور قاسيون رحلة تصفيات أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية بتعادل مع المنتخب القطري بمباراة أظهر فيها الفريق قدرات جيدة وتابع فيها التطور بالمستوى الذي وإن استثنينا لقاء تركمانستان سنجد أنه تصاعدي منذ أول لقاء ودي خاضه هذا الفريق حتى لقاء قطر.

فضل مدرب منتخبنا دخول المواجهة مع نزعة دفاعية واضحة وهو ما دفعه لإجراء تغيير جديد مع إشراك محمد كروما لإضافة لاعب يملك نزعة دفاعية جيدة وشاهدنا طوال الشوط الأول منتخبنا يحاول خلق انتشار جيد دفاعياً وتنظيم الصفوف بحيث يبدأ لاعبو الخط الأمامي الدفاع عند خط المنتصف دون تجاوز هذا الحد والبحث عن خلق ضغط عالٍ.

هذه الطريقة كانت كافية للحد من خطورة القطريين لكنها قللت من فرص منتخبنا بالهجوم وتسببت بزيادة التحضير للخلف وهو ما لم يكُن يناسب المعطيات الفنية للمباراة لأن قطر تعامي من صعوبات كبيرة بإخراج الكرة وعودتنا للخلف كانت تسهّل على الخصم السعي لخلق محاولة ناجحة من كرة طويلة أو من خلال الاعتماد على مهارات المميز عفيف الذي كانت تجربة مواجهته جيدة للاعبين للتعامل مع هذا النمط من اللاعبين وضرورة عدم ترك المساحات له.

على الطرف الآخر كان المنتخب القطري يعاني من ضعف تكنيك لاعبيه دفاعياً حيث يحاول اللاعب القطري التصرف بسرعة مما يجعله مرشحاً لارتكاب الخطأ بكل مرة وهو ما ظهر بالمحاولة الوحيدة لفريقنا بالشوط الأول حين تسلم لاعبَين الكرة عند دائرة منطقة الجزاء دون أي رقابة مع تراجع لاعبَي الارتكاز للخلف وترك مكانهم خالياً لكن سوء التنسيق حرمنا من هذه الكرة وهذه حالة على المدرب دراستها لأن المسافة كانت جيدة بالبداية بين اللاعبين وضاقت قبل وصول الكرة بطريقة أدت لما حدث.



سيناريو الهدف الذي تلقاه المنتخب لا يُلام عليه الحارس لأن كرات كهذه تصعب على أي حارس لكن الخطأ وقع بالإبعاد الخاطئ للكرة بسيناريو للأسف اعتدنا تكراره بمنتخباتنا الوطنية، كانت الكرة ذاهبة لمنطقة الجزاء نحو المدافع لكن الخيار كان خاطئ بإعادة الكرة لعمق الملعب عند حدود منطقة الجزاء بدلاً من نقل الكرة لطرف الملعب أو إخراجها للركنية وهو ما وضع لاعبي الوسط بموقف حرج دفع لارتكاب الخطأ الذي سجل القطريين منه.

بدأنا الشوط الثاني بشكل مختلف وبدا أن العفش قد قرأ المباراة بشكل مميز وبنى تعديلاته وفق هذه القراءة لذا دفع الفريق لزيادة الضغط الدفاعي بوسط الملعب القطري وزيادة الكثافة الهجومية مع تقدم أكثر للمسّاكين للأمام وهنا بدأت الأخطاء القطرية تظهر وبدأت معها المساحات بالظهور وهو ما أظهر السيناريو الأفضل الذي كان على منتخبنا الاعتماد عليه.

دور الأشقر وأرناؤوط وبسمار كان ممتازاً بالتدخل لقطع الهجوم منذ البداية وتحديداً أرناؤوط الذي تمتع بدقة ممتازة بالتدخلات في حين استغل الحموي قدراته كظهير وبدأ محاولاته لإغلاق طرف الملعب عدا عن الدور الهجومي الكبير الذي لعبه حاله حال مؤمن ناجي الذي فتح النار على القطريين بجبهة يسارية ممتازة وواصل ظهوره المميز تماماً كما فعل بأول مباراتين.

منتخبنا انتشر بشكل جيد بالملعب لكن المشكلة ببناء الهجوم كانت بكيفية استغلال هذا الانتشار وبأوقات كثيرة كنا نجد أن الكرة لا تصل للاعب الحر القادر على الانطلاق بالهجمة عدا عن ذلك كانت فكرة لعب الكرات الطويلة نحو العمق جيدة مع القدرات البدنية القوية لمهتدي التي كانت تسمح له غالباً بحجز مدافعين والأميز بالتأكيد هو تمكن المهاجم من إظهار تركيز كبير واستغلال الفرصة للتسجيل بكيفية تظهر امتلاك اللاعب لذهنية جيدة من أجل التعامل مع كرات كهذه.



مرمور أيضاً من اللاعبين الذين يتمتعون بمهارة جيدة لكن لاعب كهذا يحتاج للعب بمركز حر كالمركز رقم 10 كي تصبح سرعته ومهارته خطرة على أي فريق ولاعب كهذا نحتاج مثله بمنتخباتنا دائماً نظراً لافتقادنا لصانع اللعب النشيط القادر على فتح المساحات.

بمجمل مباريات التصفيات الثلاث يمكن القول أن منتخبنا بحاجة للعمل على ناحية نقل الكرة واستغلال الانتشار إضافة لإمكانية التفكير للعودة لطريقة 4-2-3-1 كون منتخبنا يملك العديد من لاعبي الأطراف المميزين سواء على الأظهرة أو الأجنحة عدا عن أنها ستخلق مكاناً مناسباً للمرمور كي يلعب تحت المهاجم.

بين منتخب طويل الأمد وقصير الأمد:

ما لا يمكن أن ننساه هو أن هذا الجيل القطري حصل على تحضير خاص للغاية كونه يمثل بالنسبة للقطريين عماد المجموعة التي ستلعب بكأس العالم 2022 كما يعمل المدرب فيليكس سانشيز مع هذا الفريق منذ أن كان بمرحلة الناشئين على عكس منتخبنا الذي بدأ التحضير بوقت متأخر للبطولة ومع مجموعة لاعبين لم يخوضوا أي بطولة دوري بالفئات العمرية.

هذه الإيجابيات لا يجب أن تُعمينا طبعاً على بعض النقاط التي نحتاج لتطويرها وانضمام محترفين جدد مثل أنس عاجي سيعطي الفريق المزيد من الحلول عدا عن ضرورة العمل مع رأفت مهتدي سواء بالمنتخب أو الأندية على التسديد أكثر بالتمارين لأن هذا اللاعب يملك قدرات فنية استثنائية من حيث القوة البدنية ودقة التحرك والتمركز وتنقصه فقط الدقة كي يصبح مهاجماً من الطراز العالي وبالنهاية نهنئ المنتخب على ما قدمه ونتمنى أن يواصل العمل على تجاوز بعض النقاط كي ندخل النهائيات بأفضل صورة ممكنة لأن هذا الفريق قادر على التقدم بعيداً بالبطولة.

هاني سكر - خاص موقع اللاعبين السوريين المحترفين