اتحادنا الآسيوي أسوء من عليها، وأستراليا الطامة الكبرى...
موقع اللاعبين السوريين المحترفين في May 26 2020 23:12:25


فوجئنا منذ أيام بجملة من التسريبات عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تعلقت بشكل خاص بالنسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا لعام 2021 حيث قبل أنها ستشهد مشاركة 54 فريقاً على أن يتأهل 40 فريقاً منهم الى دور المجموعات، قد تصدق التسريبات وقد تخيب فلا تأكيد حتى الآن من الموقع الرسمي للاتحاد، فان صدقت فهي أخيرا خطوة جزئية في الاتجاه المطلوب بعد سنوات عجاف من سوء ادارة المسابقة، وان لم تصدق فلا جديد فهذا اتحادنا الآسيوي وهذه طريقة تصوره للمسابقة.

حيث يقسم هذا الاتحاد القارة الى شرق وغرب، ضم أستراليا الى آسيا دون أن تنتمي لا الى شرقها ولا الى غربها ولا حتى الى أقصى جنوبها، فشل تنظيمي كبير في مسابقتي الأندية وبعض الخلل في مسابقات المنتخبات، غياب لأي رعاية مطلوبة للمسابقات الاقليمية، أخطاء مضحكة على المستوى الاعلامي، بالمحصلة يقود الاتحاد الآسيوي القارة الى الانحدار في المستوى.

سأبدء بتقسيم القارة، التي قسمت بشكل غريب تناسى من خلاله هذا الاتحاد أهمية الاحتكاك ليشعرنا حرفياً برغبته بوضع حدود لا يمكن تجاوزها، متناسيا أن الاحتكاك في عالم كرة القدم أحد أهم عوامل التطوير، فكيف لنا أن نحرص على الابتعاد عنه بل أن نؤطر أندية القارة بحدود لا مفك منها ولا مهرب، مسابقات الأندية مثلا خير دليل على ذلك، كأس الاتحاد الآسيوي التي لا أرى فيها أي اختلاف عن أي بطولة تنشيطية متدنية المستوى (باستثناء الأمور المادية بكل تأكيد) ودوري أبطال آسيا المقسم بذات الطريقة، فلا يسمح بالاختلاط في النهائي وكل ذلك اتاحة لمكان محقق في النهائي (عن دوري الأبطال أتحدث) لأحد فرق منطقة الخليج.

ما أثر بشكل كبير على مستوى المسابقتين وكأس الاتحاد بالذات، طبعاً لا يمكننا مقارنة مستوى البطولة قبل عشر اعوام بمستواها الفني الحالي، مباريات مقيتة مملة لا يمكن للمشاهد بأي شكل من الأشكال اكمالها، طبعا ناهيك عن آلية التأهل للدور الثاني فلا يتأهل الى متصدر المجموعة، ابتكار غريب لا أستطيع أن أجد له اي تفسير.

فيما فصل نظام دوري الابطال على مقاس الاندية الخليجية لتمهيد الطريق لوصول أحدها الى النهائي، تقسيم الى شرق وغرب، متناسيا ان للقارة عديد المنتسبين ومن حقهم جميعاً السعي للوصول الى المسابقة التي حرموا منها بقرار من اتحادهم القاري حتى من المشاركة في الملحق بربع مقعد، فيما النهائي بذهاب واياب.

لابد لي هنا من الحديث عن الغاء مسابقة كأس رئيس الاتحاد الآسيوي، المسابقة المقامة سابقا لأندية المستوى الثالث كبوتان وغوام وغيرها، ألغيت والحقت تلك الاندية بمسابقة الاتحاد الاسيوي ماساهم بتدني مستوى المسابقة مع وضع ضوابط كبلت عديد الاتحاد المشاركة اساسا في كاس الاتحاد وحرمتها من الترفع الى دوري الأبطال، فعززت الطابقية لنصل الى الوضع الحالي من التفاوت الكبير في المستوى، الغاء تلك البطولة من الاخطاء الفادحة ما ساهم بكل تأكيد بإضعاف مستوى كاس الاتحاد الاسيوي، كان الأجدى بالإبقاء على المسابقات الثلاث مع اعادة توزيع المقاعد موسميا حسب النتائج والمعطيات لتتاح المسابقات الأعلى أمام الجميع وكل حسب اجتهاده ونتائجه، أو على الاقل بعد الغاء مسابقة المستوى الثالث، رفد دوري الابطال بمقاعد جديدة لبعض الاتحادات بشكل منطقي وهذا مالم يحصل حيث فرضت المعايير وحجبت عديد الاتحادات المحلية عن المشاركة في دوري الأبطال لعدم استيفائها لمعايير الاتحاد الآسيوي بشكل غير عادل فالقارة كبيرة والتفاوت المادي حاضر في البنى التحتية بشكل كبير فحتى أوروبا القارة الأغنى لا تعتمد هذه الشروط.

طبعا توقيت مسابقات الاندية من اهم الاخطاء الاستراتيجية لهذا الاتحاد، كيف لنا ان نلعب مسابقة واحدة على مدار موسمين، وبأي منطق نطبق هذه القاعدة، كيف لنا ان نسير قارة كاملة بأنديتها ومسابقاتها لتتناسب مع اوقات بعض دوريات شرق القارة، في أوروبا الحالة نفسها فتوقيت منافسات دوريات الدول الاسكندنافية مثلا مختلف عن معظم دوريات العالم لكنهم جميعا مجبرون على الالتزام بالمسابقة القارية بشكلها ومواعيدها، حيث نظام المسابقة الأوروبية يتم مراعاة للمنطق والأكثرية ومن لا يعجبه فليعتذر عن المشاركة.

ما يحدث آسيويا ينهك الاندية واداراتها وجماهيرها، توقيت بداية المسابقة في منتصف الموسم خاطئ تماما وتوقيت بداية الادوار النهائية في بداية الموسم الجديد خاطئ تماما.
على العكس تتناسب الاوقات مع نظام ومواعيد مسابقات بعض أندية شرق القارة، فهل لنا أن نعرف السبب والغاية؟؟؟

وللبطولات الاقليمية مشاكلها الخاصة ايضا، فتغيب عن اي رعاية من هذا الاتحاد، اوقات المسابقات مثلا، تقام خلال الموسم (أتحدث هنا بالتحديد عن بطولتي غربآسيا و كأس الخليج، فيما تقام بطولة الشرق في أواخر كل عام ما يتناسب مع توقيت دوريات تلك المنطقة).، ومن اراد المشاركة بالفريق الرديف فليشارك، ومن أراد المشاركة بفريق الشباب فليشارك، ومن سمح لمحترفيه بالالتحاق بالمنتخب فلا مشكلة، ناهيك طبعا عن الاعضاء المشتركين في هذين الاتحادين الاقليميين، بكل تأكيد تتحمل الاتحادات الاقليمية مسؤولية هذا الخلل، لكن أين الرعاية والضوابط من الاتحاد القاري، هل هي حاضرة في ظل هذا الفلتان؟؟؟

طبعا الحلول بسيطة للغاية ولا تحتاج لخبراء لاكتشافها او اختراعها، ما المانع من وضع المسابقات الاقليمية (غرب آسيا وكأس الخليج) تحت المجهر، تحديد اقامتها بمنتصف الموسم في أواخر العام، واجبار كافة اندية القارة على ارسال محترفيها الى المنتخبات حتى ولو خارج ايام الفيفا، فعندما تقام بطولة الخليج وغرب اسيا وشرق آسيا، ستجبر الاندية منطقيا على ارسال لاعبيها.

لكن الاتحاد الآسيوي غائب، بل نائم.

استراليا الطامة الكبرى، قيل لنا ان تواجدها في القارة هو لغايات تسويقية، أشك بذلك طبعا حتى ولو كان هذا الجانب حاضرا، لكن تواجدها لم يكن الا لغايات انتخابية او لشي ما تحت الطاولة وهذا اتهام مباشر وصريح، يسلب القارة جمعاء مقعدا كاملا من مقاعدنا في كأس العالم، قدمناه لهم هكذا وبكل بساطة.

ختاماً وبكل اختصار وايجاز لا أرى أي بارقة تحول في نهج هذا الاتحاد الا التغيير الشامل لكل من يدير أموره، المستقبل هو آسيا، ولا مستقبل للقارة في هكذا ادارة وهكذا أسلوب، فلنأمل ولننتظر عسى أن يكون التغير قريبا.

ليث بيرقدار / مدير الموقع - رئيس التحرير