لم يعد من الغريب القول أنه لا يوجد منتخب في العالم حالياً يتمنى مواجهة منتخب اليابان، وكأس العالم 2022 كان خير دليل على أن طموح اليابان، بدأ بالخروج عن الحد الآسيوي فمن يفوز على ألمانيا وإسبانيا خلال أيام ويكون الطرف الأفضل أمام كرواتيا ويخسر بالترجيح، يستحق بالتأكيد أن يكون في التصنيف الـ18 على مستوى العالم.
الميزة الأساسية لمنتخب اليابان حالياً هي امتلاكه لمدرب بفلسفة خاصة جداً وبخبرة كبيرة بكيفية التعامل مع المنتخبات، فمسيرة هاجيمي مورياسو مع المنتخبات بدأت خلال تدريبه منتخب الناشئين عام 2006 ثم التواجد بكأس العالم تحت 20 سنة عام 2007 أي قبل 16 عاماً قبل أن يستلم تدريب هيروشيما ويقوده لتحقيق لقبين بالدوري ثم عاد لتدريب المنتخب الأولمبي ومن ثم تسلم المنتخب الأول وسط إجماع على نجاح هذا الرجل.
فكرة مورياسو الأساسية هي أن تملك أسلوباً يبقى كما هو مهما تغير اللاعبون وهذا شيء نادر بعالم المنتخبات كونك لا تملك الوقت الكافي للتحضير وخلق التناغم، لكن مورياسو نجح فعلاً واليابانيون يجرون ما بين 5-6 تغييرات وسطياً على تشكيلتهم الأساسية بين كل مباراة والتي تليها بالتالي وصل مورياسو لنسبة انتصارات عالية تجاوزت 67% خلال 71 مباراة مع المنتخب محققاً 48 انتصاراً و10 تعادلات مقابل 13 هزيمة.
حقق منتخب اليابان 7 انتصارات متتالية وآخر هزيمة له كانت ضد كولومبيا ودياً قبل 8 أشهر وآخر تعادل كان ضد الأوروغواي ومن بعدها سجل اليابانيون 29 هدفاً في 7 مباريات أي بمعدل يتجاوز 4 أهداف في المباراة الواحدة رغم مواجهتهم لمنتخبات بحجم ألمانيا وتركيا وتونس وبيرو وكندا إضافة لسلفادور وميانمار، لذا يمكن أن نفهم ببساطة القوة الهجومية الخارقة لهذا المنتخب الذي يعتمد بشكل أساسي على أسلوب 4-2-3-1.
تضم القائمة الحالية لليابان 5 لاعبين فقط من الدوري المحلي من بينهم حارسي مرمى مقابل 17 لاعباً بصفوة الدوريات الأوروبية "الإنجليزي- الإسباني- الألماني- الفرنسي- الهولندي- البرتغالي- البلجيكي" إضافة للاعب بصفوف الريان القطري وبالتأكيد يصعب تحديد أبرز نجوم المنتخب لأن المدرب لا يكرر لاعبيه بين مباراة وأخرى لكن أشهرهم أوروبياً هو كوبو المنتقل من ريال مدريد لسوسيداد والذي يعيش أياماً ممتازة بالموسم الحالي، إضافة لتومياسو مدافع آرسنال وواتارو إيندو لاعب وسط ليفربول.
قائمة الغيابات تبدو ملفتة وتضم مدافع مونشنغلادباخ إيتاكورا وإيتو وماييدا والأهم هو نجم برايتون كارو ميتوما ولو أن غيابه ليس جديداً على اعتبار أنه لم يتواجد بآخر 4 مباريات مع المنتخب بما فيها لقاء ميانمار.
الملفت أنه رغم الغيابات استمر المدرب بقراراته المفاجئة ضد ميانمار ولم يشارك أي من كوبو وإيندو وأسانو لأي دقيقة في حين أخذ ميتوما مكانه بجانب كامادا وتاناكا بالوسط في حين تألق المهاجم ويدا وسجل هاتريك ليساهم بفوز منتخبه بخماسية نظيفة.
توقع نجاح منتخب سوريا بتحقيق نتيجة إيجابية ضد اليابان يبدو أقرب للمستحيل لكن ميزة كرة القدم أن مفاجآتها لا حدود لها وضمن 90 دقيقة نتمنى أن يكون كل شيء ممكناً.