سؤال يتردد في أذهان عشاق كرة السلة السورية ومحبيها.. فهل حان وقت العودة القوية إلى الأجواء الدولية؟
وهل صار بإمكان كرة السلة السورية أن تأخذ طريقها إلى بطولة العالم بكرة السلة 2019..؟
الحكاية طويلة وعميقة.. وتحتاج لوقفة متأهية ودقيقة..
فالمنتخب السوري ترك إنطباعا جيدا لدى عشاقه من خلال ظهوره الأخير في البطولة الأسيوية التي جرت في صيف 2017 ببيروت..
صحيح أن المنتخب لم يحقق سوى فوز وحيد من مبارياته الأربع التي خاضها..
لكن الأداء القوي الذي قدمه خصوصا في مباراتي الصين والأردن كان مؤشرا بأن كرة السلة السورية ماتزال قوية وقادرة على تحقيق حضور قوي ومنافس في المحافل الإقليمية على الأقل..
وبالطبع فإن مباراتي الصين والأردن كان يفترض أن تكونا لمصلحة المنتخب السوري بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الإنتصار ولكن..!
المنتخب السابق ورغم ما رافقه من إشكاليات تسببت بإبتعاد بعض نجومه كالمرجانة وجوني ديب والدخول المتأخر للمجنس إيفان والعملاق هابو.. حقق ذلك الحضور الجيد.. وأعاد البسمة والبهجة إلى قلوب جمهور السلة السورية ولو لبعض الأوقات.. فكيف لو تعالج تلك الإشكاليات.؟؟
الإتحاد السوري لكرة السلة قام بدوره بتغيير الجهاز الفني والإداري للمنتخب في خطوة جديدة وهامة لفتح صفحة جديدة.. وسرعان ما تظهر الإنطباعات الجديدة لدى اللاعبين الذين أبدوا إرتياحهم الكبير مع المدرب الجديد (الصربي ماتيتش) من خلال أسلوبه المرن في التعامل خلافا للمدرب السابق (غراديتش) الذي وصفوه بالمتشنج وحالة الضغط التي كان يفرضها على اللاعبين..!
في الوقت نفسه فالإجماع كان من اللاعبين على الفكر الجديد والهام الذي يقدمه (ماتيتش) وهو المعروف بنجاحاته في المنطقة سواء في لبنان أو إيران.. ويكفي أن يقود منتخب إيران إلى بطولة آسيا..
المهم أن مركب المنتخب الجديد ينطلق بهدوء من خلال معسكر الفيحاء.. وسط إلتزام للاعبين لم يظهروا مع المنتخب في البطولة الأسيوية الأخيرة كالجناح الهدف والمخضرم رامي مرجانة.. والعملاق وثاني أطول لاعب في السلة السورية وسام يعقوب.. والجناح السريع والهداف مجد عربشة..
الحالة المعنوية للمنتخب تبدو أكثر من جيدة.. أما الحالة الفنية فلم تتجلى بعد.. ولن تظهر إلا من خلال المباريات.. حيث لم يلعب المنتخب حتى الآن سوى مباراة ودية واحدة مع نادي بيبلوس اللبناني.. ولم تكن كافية للحكم على المنتخب الذي خاضها ناقص الصفوف فالظروف حالت دون سفر بعض اللاعبين مع المنتخب إلى بيروت.. لكن الأمل في القادمات.. حيث ينوي المنتخب خوض مباراتين تجريبيتين في بيروت أم ناديي الأنطونية يوم الأربعاء.. والثانية مع الحكمة يوم الخميس..
الرهان هذه المرة على وجود بقية اللاعبين المتواجدين في معسكر الفيحاء.. فيما سيغيب حكما عن هاتين المباراتين لاعبي الإرتكاز يامن حيدر وهاني دريبي.. والجناح مجد عربشة بعد تعرض الثلاثة للإصابات.. وكان الجناح المخضرم حكم عبد الله قد تعرض للإصابة أيضا مما تسبب بإبتعاده عن المنتخب.. والإصابات المتكررة تعكس عدم الجاهزية البدنية للاعبين.. فالأحمال التدريبية الثقيلة في تمارين المنتخب تبدو مضنية على البعض منهم.. والمهم أن لاتكون إصابات عميقة وتتسبب بإبتعادهم عن المنتخب كليا في التصفيات..
وثمة محور هام في المنتخب وهو اللاعب المجنس.. فالإجراءات الإدارية العديدة والطويلة والمسبقة تفرض العودة إلى اللاعب (إيفان تيودوروفيتش) الذي سبق له المشاركة مع المنتخب في البطولة الأسيوية الأخيرة.. وقد شارك مع المنتخب في مباراته الودية مع بيبلوس اللبناني.. ووجوده في لبنان بسبب تعاقده مع نادي الآنطونية اللبناني للعب معه في الدوري اللبناني مما يضعه في جاهزية فنية وبدنية عالية وهذا ماكان يفتقده في البطولة الأسيوية الأخيرة حيث آخذ مستواه يتصاعد مباراة بعد أخرى..
بالمقابل فإن إلتحاق ميشيل معدنلي مع المنتخب في بيروت وهو بجاهزية فنية وبدنية جيدتين حيث يلعب حاليا في هولندا.. إضافة لإمكانية إلتحاق جوني ديب القادم من اليونان حيث ينتهي من إلتزامه في اليونان يوم 19/ 11 يمكن أن يعطي الفائدة والمسألة تعود للمدرب ورؤيته حيث يمكنه الإلتحاق بالمنتخب قبل المباراة الأولى للمنتخب بثلاثة أيام..
ويذكر أن المنتخب السوري يخوض التصفيات في مجموعة تضعه مع منتخبات (الأردن – لبنان – الهند).. ومشكلة المنتخب السوري أن محروم من اللعب على أرضه وأمام جمهوره مما إضطره لإختيار لبنان وتحديدا صالة فؤاد شهاب كي تكون أرضا له للعب في التصفيات حيث يبدؤها باللعب مع الأردن يوم 23/ 11/ 2017 ثم يخوض المباراة الثانية مع الهند في أرضها يوم 27/ 1/ 2017..