بأوراق الحكيم: الورقة القديمة والضارة النافعة حسما الفوز على قطر
نجح رجال سوريا بتحقيق انتصار للتاريخ على قطر بثلاثة أهداف لهدف لندخل الجولة الأخيرة من التصفيات مع حظوظ قوية لحصد المركز الثاني أو الثالث وبالمجمل لم تكُن لعبة قطر بمتغيرات قليلة بل على العكس لعبت فيها الكثير من الظروف والتغيرات التي أدت لهذا الانتصار.
خطف خريبين الأضواء اليوم من خلال هدفين ممتازين أظهرا الدقة التي يتمتع بها هذا اللاعب أما السبب الرئيسي بعودة عمر للتألق فتمثل بعودته لمركز الجناح الأيسر الذي كان يشغله بالمرحلة الماضية من التصفيات حيث يتمتع خريبين بالقدرة على اللعب نحو الداخل دائماً وهو ما يعطيه المزيد من المساحة خاصة مع وجود مهاجمين بقيمة السومة والخطيب قادرين على سحب المدافعين وصناعة اللعب وهو ما شاهدناه بالهدف الأول حين تركزت كل الأنظار للسومة قبل أن يلعب الخطيب تمريرته السحرية التي وضعت خريبين بموقف ممتاز للتسجيل.
عودة السومة كانت مهمة للغاية للفريق خاصة مع الدفع بالخطيب أساسياً حيث شاهدنا الفريق يلعب بكم هائل من الحلول الهجومية مع استمرار تألق المواس وخريبين وبالتالي كان من المنطقي أن نسجل 3 أهداف بمباراة واحدة بعد أن كنا قد اكتفينا بهدف واحد خلال أول 5 مباريات من التصفيات.
مشاركة هذا الرباعي كلفتنا فاتورة دفاعية كبيرة فمع إشراك لاعبين ارتكاز دفاعي ظهرت مساحة كبيرة بين هذا الثنائي والمهاجمين وكانت هناك دائرة فارغة كبيرة بعمق المنطقة وكان من الصعب على الخطيب أن يملاً هذا الفراغ لوحده وهو ما سمح للقطريين بالاستحواذ على الكرة بالشوط الأول وخلق الفرص ليأتي بالنهاية هدف التعادل كنتيجة منطقية للتحسن القطري ولو أن المصري ولاعبي الارتكاز كانوا يتحملون مسؤولية تغطية المنطقة التي استغلها علي أسدالله للتسجيل.
خروج عمرو ميداني دفعنا لخسارة مدافع مهم لكن كالعادة يتمتع زاهر ميداني بقدرة كبيرة على اللعب بأي مركز دفاعي وتقديم المأمول بل حتى بكرة شبيهة بكرة الهدف قرأ ميداني الهجمة بشكل جيد وأبعد الخطر ومنع تكرار السيناريو لكن النقطة الأفضل بالتبديل الذي حدث تمثلت بإدخال ميدو الذي غيّر من شكل وسط المنتخب وزاد من قدرته على نقل الكرة وتدويرها وهو ما جعل اللاعب يُظهر دور كبير بالهدف الثاني للمنتخب إضافة لذلك شاهدنا المنتخب قادر على السيطرة حتى بالدقائق الأخيرة وببساطة يمكن القول أن الشوط الثاني كان الأفضل للمنتخب منذ زمن طويل.
بالمجمل ومروراً لاعب بلاعب تابع عالمة مشوار أدائه العالمي وقدم المصري مباراة حيدة مع بعض الهفوات القابلة للتصحيح حاله حال الشبلي الذي قدم مؤازرة هجومية جيدة خاصة حين كان يترك الطرف ويدخل للضغط بالعمق لكن بعض الكرات بحاجة لإخراج أفضل من الخلف أما العجان فهو كالعادة ورقة النجاح الثابتة بالمنتخب وبوجوده بقي الطرف الأيسر مشتعل بالنشاط رغم تحول خريبين للعمق.
حاج محمد منضبط جداً دفاعياً كالعادة وبعض الابتعاد عن التسرع سيكون كفيلاً بضبط المنطقة بشكل ممتاز أما زاهر ميداني حاله حال عمرو يمثل مشروع قائد دفاعي مميز في حين تفرغ المواس بمباراة اليوم للعب على الطرف أكثر وإشعال الجهة اليمنى مع وجود مهاجمين قادرين على الضغط بالعمق أكثر لأن فراس لعب دور الورقة الرابحة اليوم بتحركاته الكثيرة وتمريراته الساحرة التي كانت تمنع القطريين من منع توقع ما سيفعله بالكرة في حين يمكن القول أن بداية السومة كانت جيدة جداً وبغض النظر عن عدم تسجيله فإن الضغط الذي خلقه بالعمق وقدرته على تمويل الفريق واستغلال الكرات العالية كان كافٍ بإعطاء تنوع رهيب بالحلول الهجومية.
مهمة لقاء قطر انتهت والمهم الآن هو التعامل مع مباراة إيران كما يجب والحفاظ على الإيقاع العالي لأن الإيرانيين يعشقون تبطيء الإيقاع ومنذ الآن لابد من إغلاق صفحة قطر وفتح الباب لصفحة جديدة لأن التاريخ ينتظر أصحاب المجد لهؤلاء وبالنهاية مبروك لسوريا هؤلاء الرجال ومن ثم مبروك النصر.