بأوراق الحكيم: كيف سيلعب نسور قاسيون وما مفاتيح قطر؟
يستعد نسورنا لخوض واحدة من أهم المباريات عبر تاريخنا فالفوز على قطر قد يفتح لنا باب الدخول بحسابات خاصة في الجولة الأخيرة لكن بغض النظر عن حسابات المجموعة لابد لنا من التركيز على كل التفاصيل الخاصة بلقاء قطر ومن ثم بعد ذلك النظر لما سيحدث بباقي مباريات المجموعة.
من دون أي شك المنتخب القطري ليس خصماً سهلاً وفوزه على كوريا دليل حقيقي على ما يملكه هذا الفريق عدا عن طموح تحقيق بداية قوية بالنسبة للمدرب الجديد فيليكس سانشيز إضافة للعديد من العناصر الشابة التي انضمت للمنتخب مثل أكرم عفيف وعبد الكريم حسن المحترفين في بلجيكا علماً أننا كنا قد شاهدنا هذين اللاعبين بمواجهة منتخبنا بتصفيات أمم آسيا الأولمبية التي أُقيمت مؤخراً في قطر.
قبل أن نبدأ بنقاط الخصم دعونا نمرّ على استعداد منتخبنا بعد انضمام الأسماء الجديدة فتواجد السومة لا يعني امتلاك المنتخب للاعب قناص فقط بل يمكن لكل أسلوب الفريق أن يتغير بالاعتماد عليه فحل الكرات الطويلة سيصبح أكثر جدوى بكل تأكيد خاصة مع وجود المواس الذي من الممكن أن يشكل ثنائي رهيب مع السومة كون هذه التركيبة ستجمع بين لاعب طويل القامة وقوي بدنياً ولاعب سريع أي أن كل كرة يُنزلها عمر ممكن أن تذهب للمواس كي يذهب سريعاً وكل مهارة من المواس ممكن أن تنتهي بتمريرة يستثمرها السومة الهداف.
مع هذا الثنائي بالتأكيد نحن بحاجة للاعب على الطرف الآخر ويبدو أن يوسف قلفا يمثل خيار مهم خاصة مع قدرته على مساعدة لاعبي المحور بإخراج الكرة وهو الدور الذي أظهر اللاعب إجادته بقوة مؤخراً لكن بمجرد رأي لابد أن يكون للخطيب مكاناً بالتشكيلة رغم تراجع لياقته لأن الخطيب سيكون الأكثر إجادة من حيث صناعة الفرص للسومة كونهما لعبا سوياً من قبل إضافة للخبرة التي يتمتع بها فراس وبحال طبعاً لم يشارك يبقى الخطيب ورقة رابحة على الدكة لكن وجود السومة يحتم البحث عن خيارات مضمونة النجاح بالصناعة وبحال مشاركة الخطيب كمهاجم ثاني يصبح بإمكان قلفا الجمع بين دور الجناح ودور اللاعب القادر على تعويض الخطيب حين لا يتمكن من العودة سريعاً وبالتالي يمنع حدوث أي مساحات.
خيار آخر بحال كان الخطيب غير قادر على المشاركة هو محمود مرمور لأن هذا اللاعب يعتبر من الصنف النادر محلياً بسبب قدرته على تدوير الكرة وقيادة الوسط وصناعة الفرص وهذه هي الحجرة التي كانت تنقص تشكيلتنا منذ بداية التصفيات تقريباً خاصة حين كنا نلعب بثلاثي بالارتكاز ونعاني من عدم قدرة أي من هذا الثلاثي على صناعة الفرص بشكل فعلي وبالتأكيد يبقى خيار خريبين أيضاً بمثابة ورقة مهمة للحكيم خاصة وأنه الأكثر انسجاماً مع أجواء المنتخب مقارنة بالأسماء الجديدة.
دفاعياً ستكون العلامة الأساسية هي غياب الصالح ويبدو أن زاهر ميداني هو الخيار الأقرب للتعويض لأن هذا اللاعب لطالما مثّل جوكر بالنسبة لمدربي المنتخب بظل هدوئه الكبير وقراءته الجيدة للملعب ومن المتوقع أيضاً استمرار الاعتماد على العجان والشبلي مع مطالبة الاثنين بالتركيز أكثر على الكرات العالية والعرضية التي تناسب وجود السومة بالعمق.
على الطرف الآخر أجرى المنتخب القطري سيل من التغييرات أبرزها استبعاد سيباستيان سوريا ومن الممكن أن يحل الشاب أكرم عفيف مكانه لكن هذا الأمر سيعني أننا سنشاهد تحولاً مخيفاً بالعنابي مع انتقاله من المهاجم الطويل والقوي بديناً إلى المهاجم المهاري السريع الذي يعود للخلف من أجل تحضير الهجمة لذا سيكون على قلبي الدفاع الانتباه لعدم المبالغة بالتقدم مع العفيف خوفاً من ترك مساحات يستغلها لاعبو الأطراف خاصة وأن أسلوب سانشيز يعتمد بشكل كبير على قوة الأجنحة.
المنتخب القطري خاض 4 مباريات ودية فاز في اثنتين وخسر اثنتين وأجرى معسكراً في برمنغهام وبحسب الصحف اعترض مدرب نادي السد على سحب اللاعبين بوق مبكر للمنتخب بظاهرة نادراً ما نشاهدها بقطر لكنها تؤكد على حالة الاستنفار التي يعيشها العنابي.
غياب المدافع إبراهيم ماجد ولاعب الارتكاز أحمد معين عن قطر قد يحدث شيئاً من الارتباك بالمنظومة الدفاعية وهو ما يجب استغلال ظهوره بالملعب بأي وقت إضافة لذلك يعتمد المنتخب القطري دائماً على الأظهرة الهجومية وهو ما يحتم على لاعبي الارتكاز السعي لمساندة الأظهرة خاصة بمواجهة الجناح الأيمن المهاري والسريع حسن هيدوس الذي يشكل المفتاح الأهم للقطريين.
عامل المجهول يحضر بشكل كبير بتحضيرات القطريين كونها بداية رحلة جديدة مع مدرب يريد إثبات ذاته إضافة للتغييرات المهمة على التشكيلة لكن بالنهاية يملك منتخبنا أسماء وقدرات تجعلنا نثق لحد كبير بأن تخطيطنا الذاتي الجيد سيكون كافياً للتغلب بهذا اللقاء بغض النظر عن حال الخصم.