بأوراق الحكيم: نقطة دفاعية للتحسين.. صيغة هجومية جديدة
أنهى منتخبنا مباراتيه الاستعداديتين تاركاً انطباعاً جيداً سواء من حيث الأداء والنتائج فبعد امتحان عُمان الذي لم يرقَ فنياً للمستوى المطلوب أتى لقاء اليابان ليغير نظرة الجميع للفريق ويطوي صفحة الحديث عن الإصابات ويتحول لنقاش الأداء القوي الذي أظهره منتخبنا خاصة بالشوط الأول لكن بعيداً عن التهليل والمديح دعونا نناقش فنياً أبرز النقاط التي تركها منتخبنا باللقاءين الماضيين وسنركز تحديداً على مباراة اليابان بسبب تواجد معظم عناصر الفريق الأساسي من جهة ولكونها مثلت اختباراً أفضل للفريق من جهة أخرى.
حراسة المرمى:
لا يمكننا الحديث عن أي ملاحظة بوجود الليث إبراهيم عالمة ومباراة اليابان مثلت اختباراً مهماً بعد عودته من الإصابة وتمكن فعلاً من تحمل الكثير من الضغط خلال الشوط الثاني ومرة أخرى أظهر تميزاً خاصاً بالكرات الجانبية ولا يمكننا بالتأكيد تحميله أي مسؤولية بالهدف الذي غاب فيه تنسيق الدفاع بلقطة سنتحدث عنها بالجزء التالي.
خط الدفاع:
قدم عمرو جنيات ثباتاً كبيراً على الجهة اليمنى فعدا عن الضغط الكبير الذي تحمله بسبب اللياقة اليابانية ومحاولة الخصم الاعتماد على هذه الجهة نجح اللاعب بصناعة الهدف الوحيد من خلال عرضية متقنة، على الطرف الآخر مازال مؤيد عجان يواصل التألق وهو ليس شيئاً جديداً عليه حيث يعتبر اللاعب الأكثر ثباتاً بالمستوى مع المنتخب بالعام الأخير عدا عن مؤازرته الدفاعية والهجومية الناجحة.
ملاحظة أساسية سنركز عليها تتمثل بالتمركز الدفاعي ولقطة الهدف الذي تلقيناه هي واحدة من عدة لقطات تكررت فيها ذات القضية من لاعبي الخط الخلفي، دائماً يقول خبراء التدريب أن المهم ليس الكرة بل ما الذي سيفعله اللاعب بالكرة، بمعنى آخر حين تدافع وتغلق المنافذ بشكل جيد ومنظم فإنك ستمنع الهدف بغض النظر عمّا يقوم به الخصم، هذه القاعدة غابت نوعاً ما عن لاعبينا وربما الضغط الجماهيري وحرب اللياقة ساهمت بهذا الشيء فشعرنا أن اللاعبين يفكرون بالكرة أكثر من التفكير بالخصم وهو ما كان يتسبب بسوء تمركز ببعض اللقطات.
بلقطة الهدف حاول عمرو ميداني الخروج مع اللاعب وقطع الهجوم منذ بدايته لكن عدم تمكنه من إتمام العملية وعدم تمكن لاعبي الارتكاز من إغلاق الثغرة كلف المنتخب غياب الرقابة أمام المرمى لذا عبرت الكرة إلى القائم البعيد وتسببت بهدف، وبلقطة أخرى بالشوط الثاني اتجه عمرو ميداني للوقوف على خط المرمى بخطوة قد يبدو الهدف منها التغطية بهجوم خطر مع بعض التقدم للحارس لكن هذا جعل الفريق يخسر خدمات اللاعب بالرقابة عدا عن كشف التسلل، بعض اللقطات قد تنتج عن ضغط خاص باللقاء كما تحدثنا فثقتنا بالميداني كبيرة جداً وما قدمه خلال مشوار التصفيات وتحديداً خلال لقاء أوزباكستان يؤكد القدرات العالية لهذا اللاعب عدا عن تألقه بالوحدة لكن بعض النقاط لابد من التركيز عليها وتفاديها.
خط الوسط:
لعب الحكيم لقاء اليابان بثلاثي بالمحور وهو ما أعطى الفريق قدرة على البدء ببناء اللعب خلال الشوط الأول عدا عن ذلك شعرنا بزيادة هجومية عددية بالهجوم مقارنة بالمباريات الماضية وهو ما كان يعطي فريقنا فرصة أفضل للاقتراب من منطقة الجزاء رغم التنظيم الدفاعي المتين للخصم لكن بالشوط الثاني كنا بحاجة للاعب القادر على تدوير الكرة ونقلها بين الخطوط لتخفيف الضغط عن الدفاع وإراحة الفريق لبعض الوقت من هجمات اليابان لكن هذا ما كان يفتقده الفريق.
وصولاً للمواس واليوسف يمكننا القول أن مفتاح فعالية الهجوم يرتبط بالمرونة الكبيرة للاعبين حيث نشاهد تغييراً مستمراً بالمراكز بين الاثنين أو انتقال أحدهم للعمق ومع تمتعهما بالسرعة والمهارة تمكن الفريق من تحسين الحالة الهجومية لكن أكثر ما كان يعيب المنتخب هو قلة الدقة بالتسديد من خارج المنطقة ولو أن هذا الحل مازال يمثل خياراً جيداً حين يصعب الاختراق لكن علينا استثماره أو توجيهه بشكل أفضل.
الهجوم:
خلال مباراتين وديتين متتاليتين نجح مارديكيان بتسجيل ذات عدد الأهداف الذي سجله منتخبنا بسبع مباريات بالتصفيات والأمل هو أن ينجح مارديك أو أحد زملائه بالتسجيل باللقاء الأهم أمام الصين، يُحسب للاعب نجاحه بمتابعة العرضيات خاصة بلقاء اليابان فأمام دفاع يجيد التمركز وجد اللاعب المساحة المناسبة لاستقبال الكرة والأهم من ذلك هو الطريقة التي تابعها بها من خلال لعبها نحو الأسفل ليقضي على أي فرصة للحارس بلقطة عالمية من اللاعب الذي خطف الأضواء بالدوري الأردني هذا الموسم.
غياب السوما والخطيب وخريبين بالتأكيد يحمل أثراً فنياً لم نكُن نتمناه لكن بوجود مارديكيان يبدو أننا نملك لاعباً لا يقل قيمة عن الأسماء السابقة حالياً عدا عن نجاحه السريع بالمنتخب وهو ما لم نشاهده مؤخراً مع أي رأس حربة.
مشاركة نكدلي حملت أيضاً هدفاً فنياً من المدرب لأن الحكيم يحاول الاعتماد على القوة البدنية للاعب من أجل إعطاء المنتخب نقطة نجاح إضافية سواء على صعيد الدفاع وبناء اللعب وبظل اللياقة المميزة للاعب يمكن للنكدلي أن يكرر الدور الذي قام به خلال لقاء أوزباكستان حين لعب بدنياً دوراً حاسماً بمساعدة المنتخب.
هذه نقاط استخلصناها بشكل أساسي من أسلوب لعب المنتخب والشكل الذي قدمه ونأمل بلقاء الصين أن يتم تفادي بعض الأخطاء التي ظهرت والعمل على إبراز الإيجابيات أكثر ومن ثم الاحتفال بانتصار يساعدنا على مواصلة الضغط على أصحاب مراكز المقدمة.